نطلب من كل اخ او اخت ان تسجل معنا في المنتدى
السلام عليكم نطلب من كل اخ او اخت ان تسجل معنا في المنتدى
نطلب من كل اخ او اخت ان تسجل معنا في المنتدى
السلام عليكم نطلب من كل اخ او اخت ان تسجل معنا في المنتدى
نطلب من كل اخ او اخت ان تسجل معنا في المنتدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تحت اشراف ابو اسحاق
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطب عن الحج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:41

خطب عن الحج Wi1wi_fDUd8Dc4L
أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون، فالتقوى خيرُ زاد ليوم المعاد، وبها يُصلح الله أمورَ العباد، ((وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً))
عبادَ الله، يُطلّ على الأمّة الإسلاميّة مواسمُ عظيمة، وتحلّ بهم أوقاتٌ فاضلة، هي للمؤمنين مغنَم لاكتساب الخَيرات ورفعِ الدّرجات، وهي لهم فُرصة لتحصيل الحسناتِ والحَطّ من السيِّئات. إنّها أيّام العشرِ المباركات ، هي أعظمُ الأيّام عند الله فضلاً وأكثرها أجرًا، روى ابن عبّاس رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ((ما مِن أيّام العمل الصّالح فيها أحبّ إلى الله من هذه الأيام)) يعني أيّامَ العشر، قالوا: يا رسولَ الله، ولا الجهادُ في سبيل الله؟! قال: ((ولا الجهادُ في سبيل الله إلاّ رجلٌ خرج بنفسه ومالِه ثمّ لم يرجِع من ذلك بشيء)) رواه البخاري وعند البيهقيّ: ((ما عملٌ أزكى عند الله ولا أعظم أجرًا من خيرٍ يعمَله في عشر الأضحى))، وروى البزّار في مسنده عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أفضلُ أيّام الدّنيا العشر)) يعني عشرَ ذي الحجّة
والمسلم يعيش مباركاً في العمل وفي الزمن،خصوصاً في هذه الأيام المباركة / وأعظم البركة في العمل الطاعةُ؛ فالطاعة فيها بركة عجيبة : ((مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا )) وهي بركة متنوعة / منها بركة القول؛ إذ الكلمة الواحدة من الطاعة بعشر حسنات ويكتب الله له بها رضوانه،ويرفعه بها الدرجات العالية ،والحرف الواحد من قراءة القرآن بعشر حسنات قال صلى الله عليه وسلم لا أقول " الم " حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف // كما أن الطاعة بركة في العمل؛ إذ الصلاة بعشر صلوات كما في الحديث القدسي: ((أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي)) فهي خمس في العدد ،وخمسون في الميزان وشهر رمضان بعشرة أشهر / والطاعة طهرة من الذنوب، فالجمعة إلى الجمعة و العمرة إلى العمرة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ، ومن حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ،/ والطاعة بركة في التعامل؛ إذ بالتعامل الحسن يدرك الإنسان درجة الصائم القائم، ويجاور الرسول صلى الله عليه وسلم، ويحظى ببيت في أعلى الجنة،
وأعظم الزمن بركة، عشر ذي الحجة؛ إذ لها مكانة عظيمة عند الله تعالى، تدل على محبته لها وتعظيمه لها، فهي عشر مباركات كثيرة الحسنات، عالية الدرجات، متنوعة الطاعات.
فمن فضائل هذه العشر المباركة : أن الله تعالى أقسم بها فقال: ((وَلَيالٍ عَشْرٍ)) ، ولا يقسم تعالى إلا بعظيم، ومن فضائلها: أن الله تعالى قرنها بأفضل الأوقات، فقد قرنها بالفجر وهو وقت مبارك مشهود ، تجتمع فيه ملائكة الليل والنهار ، وقرنه بالليل وفيه بركة التنزل الإلهي في الثلث الأخير . ومن فضائل هذه العشر المباركة : أن العبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، ومن فضائلها: أنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق، فهي أحب الأيام إلى الله تعالى، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى، فهي موسم للربح، وهي طريق للنجاة، وهي ميدان السبق إلى الخيرات، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه الأيام)) يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء))، وقد روي عن أنس بن مالك أنه قال: (كان يقال في أيام العشر: بكل يوم ألف يوم، ويوم عرفة بعشرة آلاف يوم)، يعني في الفضل، وروي عن الأوزاعي قال: بلغني أن العمل في يوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله، يصام نهارها ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بالشهادة. ومن فضائلها: أن فيها يوم عرفة، يوم الحج الأعظم ، يوم معروف بالفضل وكثرة الأجر وغفران الذنب، والعتق من النار ، وما رئي الشيطان أصغر ولا أحقر منه في مثل يوم عرفة، لما يرى من كثرة تنزل الرحمات ، كما أن صومه تطوعاً لغير الحاج يكفر ذنوب سنتين ، ومن فضائل العشر : أن فيها يوم النحر، وهو أفضل الأيام كما في الحديث: ((أفضل الأيام يوم النحر))، وفيه معظم أعمال النسك ، ففضائل العشر كثيرة جداً ولا ينبغي للمسلم أن يضيِّعها، بل ينبغي أن يغتنمها، وأن يسابق إلى الخيرات فيها، وأن يشغل أوقاتها بالأعمال الصالحة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:41

ومن أفضل الأعمال المشروعة فيها: الذكر، لقوله تعالى (( لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلاْنْعَامِ)) وروى الإمام أحمد عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)) وكان أبو هريرة وابن عمر ـ وهما من أكثر الصحابة رواية للحديث و اتباعاً للسنة ـ كانا إذا دخلت العشر يخرجان إلى السوق يكبران ، فإذا سمعهم الناس تذكروا التكبير فكبروا ، والذكر خير الأعمال وأزكاها وأرفعها في الدرجات وأحبها إلى الله ، فضائله كثيرة ، وأجوره كبيرة ، قرنه الله بالصلاة فقال ((فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ)) ، وقرنه بالجمعة فقال: ((فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ)) ، وقرنه بالصوم فقال: ((وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ)) ، وقرنه بالحج فقال: ((فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَـٰسِكَكُمْ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكْرِكُمْ ءابَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا)) ، وقرنه بالجهاد فقال: ((يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ)) ، لا يتقيد بزمان ، مأمور بـه على كل الأحوال (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَـٰماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ)) ، يقول ابن القيم: "أفضل أهلِ كلِّ عمل أكثرهم فيه ذكرًا، فأفضل الصُّوَّام أكثرُهم ذكرًا لله في صومِهم، وأفضل المتصدّقين أكثرُهم ذِكرًا لله، وأفضل الحجّاج أكثرهم ذكرًا" ،
ومن أفضل الأعمال المشروعة المباركة : المحافظة على السنن الرواتب قبل الفرائض وبعدها ، والإكثار من النوافل كصلاة الليل والضحى ، فهي سبب مباشر لنيل محبة الله،
ومن أفضل الأعمال المشروعة فيها : الإكثار من الصدقة ، إذ الصدقة فيها أفضل من الصدقة في رمضان، والمؤمن في ظل صدقته يوم القيامة / وبالصدقة يدفع البلاء / ويستجلب الشفاء / وترفع الدرجات / وتضاعف الحسنات / خصوصاً إذا وقعت المصائب والكوارث / وعمت المجاعات والأوبئة / قال تعالى (( فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة ))
ومن أفضل الأعمال المشروعة فيها : الصيام ، خصوصاً تلك الأيام التي رغب المصطفى في صيامها كالاثنين والخميس ، أو كصيام داود عليه السلام حيث كان يصوم يوماً ويفطر يوما ومعلوم أن من صام يوماً في سبيل الله باعد الله به بينه وبين النار سبعين خريفا/
ومِن أعظمِ القُرُبات التي يتقرَّب بها المسلمون إلى ربِّهم في خِتام هذه الأيام المباركة الأضاحي، فمَن أراد أن يضحّيَ عن نفسه أو أهلِ بيته ودخل شهرُ ذي الحِجّة فإنّه يحرُم عليه أن يأخذَ مِن شعره وأظفاره أو جِلده حتّى يذبحَ أضحيتَه، لِما روته أمّ سلمة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ((إذا رأيتُم هلالَ ذي الحجة وأرادَ أحدكم أن يضحّيَ فلا يأخذ من شعرِه وأظفاره شيئًا حتى يضحّي)) رواه مسلم ، وشأن الأضحية عظيم فقد ثبت في الحديث أن للمضحي بكل شعرة حسنة ، وحذر المصطفى صلى الله عليه وسلم القادر من تركها فقال / " من وجد سعة ولم يضحي فلا يقربن مصلانا " ،
وأفضل ما يفعل في هذه العشر المباركة حج بيت الله الحرام /قال صلى الله عليه وسلم : ((من حجَّ هذا البيتَ فلم يرفث ولم يفسُق رجع من ذنوبه كيوم ولدَته أمُّه)) والحديث متفق عليه ، ويقول صلى الله عليه وسلم : ((تابِعوا بين الحجِّ والعمرة؛ فإنّهما ينفيان الفقر والذنوبَ كما ينفي الكير خَبثَ الحديدِ والذّهب والفضَّة، وليس للحجّة المبرورةِ ثوابٌ إلاّ الجنّة)) والحديث سنده صحيح، وفي الصحيحين: ((العمرةُ إلى العمرة كفّارة لما بينهما، والحجُّ المبرور ليس له جزاءٌ إلاّ الجنة)).
فدونكم يا عباد الله الفضائل فاغتنموها ، وأياكم والتواني والكسل ، ولنعلم أن لله حل وعلا في هذه الأيام المباركة نفحات وأي نفحات ، فلننتهز الفرصة ، ولنستكثر من الحسنات ، ولنسابق في هذه العشر بكل عمل صالح، ولنكثر من الدعاء والاستغفار، ولنتقرب إلى الله بكل قربة مشروعة ، فالحياةُ مغنم، والأيام معدودة، والأعمارُ قصيرة.
((وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى السَّرَّاء وَٱلضَّرَّاء وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَـٰفِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ))
بارك الله ......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:42

الحمد لله وكفى ....
واعلموا ـ عباد الله ـ أنَّ العبادةَ حقّ لربّ العالمين على المكلَّفين، وفرضٌ محتوم على الإنس والجن، قال الله تعالى: ((وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ))
والعبادةُ أعظمُ كرامةٍ يُكرم الله بها العابِدين، ويرفع بها المتقين، بالعبادة تستنير القلوب، وتتهذَّب النفوس، وتتقوّم الأخلاق، وتصُلح العقول، وتزكو الأعمال، ويرضى الربّ جل وعلا، وتُعمَر الحياة بالصلاح والإصلاح، وتُرفَع الدرجاتُ في الجنات، وتُكفَّر السيئات، وتُضاعف الحسنات.
ومن رحمةِ الله وحكمته وكمالِ علمه أنَّ شرعَ لعبادةَ تلك العباداتِ المتنوِّعة؛ ؛ لتتكامل تربيتهم ، ولتتم طهارتهم وتزكيتهم ، قال تبارك وتعالى: ((مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))
والحجُّ ركنٌ من أعظم أركان الإسلام، جمع الله فيه العبادات القلبية كالإخلاص والخشية والإنابة وغيرها، وجمعَ الله فيه العباداتَ المالية والقوليةَ والفعليةَ. تجتمع فيه شهادةُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله أعظمُ أركان الإسلام، وتجتمعُ فيه الصلاة وإنفاق المال والصيام لمن لم يجد الهدي / والأمر بالمعروف والنهيُ عن المنكر / والصبرُ والحِلم وجهادُ النفس و اجتنابُ المحرمات / والشفقة والرحمة / وحب الخير وتعليم الغير / وجميع أوجه البر والإحسان ،.
والحجُّ آية من آيات الله العظمَى على أنَّ مَا جاءَ به محمَّد صلى الله عليه وسلم هو الدِّين الحقّ،/ فلا تقدِر أيّ قوةٍ في الأرض أن تجمَع الحجَّاج كلَّ عامٍ من أطراف الأرض ومن جميع أجناس البشر / بقلوبٍ مملوءة بالشوق والمحبة، يتلذَّذون بالمشقَّات / ويتكبدون مشاق الأسفار،/ وينفقون كل ما يملكون بسخاوة نفس وطيبة قلب / ويفرَحونَ بمفارقةِ الأهلِ والأصحابِ والأوطان، ويحسّون أن ساعات الحجّ أسعدُ ساعات العمر، ويعظِّمون مشاعرَ الحجّ، ثم إذا وصلوا رأيت من أحوالهم ما يعجز اللسان عن وصفه والإحاطة به، فلا يقدر على ذلك إلا الله عز اسمه وتباركت صفاته، وهو القائلُ لخليله إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام: ((وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَىٰ كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ لّيَشْهَدُواْ مَنَـٰفِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَائِسَ ٱلْفَقِيرَ))
أيّها المسلمون، المغبونُ من انصرَف عن طاعة الله لا سيّما في هذه الأيام، والمحروم من حُرم رحمةَ الله جلّ وعلا، المأسوفُ عليه من فاتت عليه هذه الفُرَص وفرَّط في هذا الفضل. فيا ويحَ من أدرك هذه الأيامَ ثمّ لم يغتنِمها، والويلُ لمَن أمضاها في سيِّئ الأخلاق وقطعَها في المعاصي والآثام، فيا خسارةَ مَن دعَته دواعي الخير فأعرض عنها.
فاغتنِموا ـ رحمكم الله ـ هذه الأيامَ بالاجتهاد في العبادةِ بشتّى أنواعها والأعمال الصالحة بمختلف صوَرِها، فنبيُّكم صلى الله عليه وسلم يروي عن ربِّه عزّ وجلّ قوله: ((يا عبادي، إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفِّيكم إيّاها، فمن وجد خيرًا فليحمَد الله، ومن وجد غيرَ ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه)) ..
وصلوا عباد الله ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:42

[align=center]روعة الحج[/align]
أيها الناس: إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وسن سننا فلا تتركوها، وإن الله تبارك وتعالى قد فرض على عباده الحج فريضة من أكبر وأعظم الفرائض / الحج هو تلك الرحلة الفريدة في عالم الأسفار والرحلات ينتقل المسلم فيها بروحه وبدنه وقلبه إلى البلد الأمين لمناجاة رب العالمين.// ما أروعها من رحلة وما أعظمه من منظر / فهل شممت عبيراً أزكى من غبار المحرمين؟ / وهل رأيت لباساً قط أجمل من لباس الحجاج والمعتمرين؟ هل رأيت رؤوساً أعز وأكرم من رؤوس المحلقين والمقصرين؟ وهل مر بك ركبٌ أشرف من ركب الطائفين؟ وهل سمعت نظماً أروع وأعذب من تلبية الملبين، ؟
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا)) وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يقول: إن عبدا أصححت له جسمه ووسعت عليه في معيشته تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم)). إنه موسم الحج العظيم لم يبق عليه إلا أياما معدودات.
((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)) وقال صلى الله عليه وسلم : ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) وقال صلى الله عليه وسلم : ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) .
والحج واجب يا عباد الله مع الاستطاعة لقول الله عز وجل: ((ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )). وحد الاستطاعة أن يملك المسلم ما يوصله إلى البيت الحرام، مع نفقته ونفقة أهله حتى يرجع.
واختلف العلماء هل هذا الوجوب على سبيل الفور أو التراخي؟ والراجح من حيث الدليل أنه على الفور، قال تعالى: ((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )) قال صلى الله عليه وسلم : ((من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة))
وعلى الحاج أن يلتزم في حجه بالأخلاق الإسلامية الفاضلة من الحلم والأناة وكظم الغيظ، وضبط الأعصاب، وتحمل هفوات الآخرين، وعدم التسبب في إيذاء الآخرين، وقضاء الأوقات في الذكر والعبادة، والابتعاد عن أحاديث اللغو الباطل، والكلام الفارغ، وذلك حتى يسلم له ثواب العبادة، ويكون حجه مبروراً.
سئل الحسن البصري رحمه الله: ما الحج المبرور؟ فقال: أن تعود زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة.
وعلى الإنسان أن يختار في حجه من ماله الطيب الذي لا شبهة فيه من الحرام، فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً. والنفقة في الحج تعدل النفقة في سبيل الله، فعن بريدة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف))
وعليه أن يحرص على صحبة الرفقة الصالحة التي تعينه على مناسك الحج وتبصره بما ينبغي له في تلك المشاعر العظيمة، ليؤدي فريضته على أتم وجه ، فكم من الجهالات تقع في مناسك الحج
الله أكبر، يا له من فضل عظيمٍ وموسمٍ بالخيرات عميم،
الحج يهدم ما قبله / و يعود الحاج بعد حجه نقياً من الذنوب كيوم ولدته أمه
والحجاج والعمار وفد الله إن سألوه أعطاهم، وإن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم، ونفقاتهم في سبيل الله، وهي مخلوفة عليهم، يباهي الله بهم ملائكته ويتجلى لهم ويقول: انصرفوا مغفوراً لكم،
الحج عبادة يتقرب بها المسلمون إلى خالقهم، فتصفو نفوسهم ويلتقون على المودة يربط بينهم الإيمان رغم تباعد الأقطار واختلاف الديار.
والمتأمل في نصوص الكتاب والسنة الخاصة بالحج إذا جمع معها شواهد الواقع تتجلى له أهداف سامية وغايات نبيلة منها:
أن في الحج امتثال لأوامر الله واستجابة لندائه / و تتجلى فيه الطاعة الخالصة والإسلام الحق وصدق الله العظيم: ((وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ)) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:42

وفي الحج تأسٍ بالخليلين و اقتداء بالصالحين ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِى إِبْرٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ))./ وفيه ارتباط وثيق بمهبط الوحي ، إذ الحج رحلة إلى الديار المقدسة مهبط الوحي ومتنزل التشريع، وكلما ارتبط المسلم بهذه البقاع الطاهرة كلما كان أقرب إلى الاقتداء بالرعيل الأول.
و في الحج جمع للناس على مبدأ التوحيد / فهاهم أولاء يتوافدون على الديار المقدسة في وقت واحد / ويجتمعون في أماكن محددة ويناجون رباً واحداً / مرددين نداءً واحداً / يرفعون كلمة التوحيد ويعتصمون بالحبل المتين وصدق الله العظيم: ((إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ))
و في الحج إعلان عملي لمبدأ المساواة / حينما يقف الناس موقفاً واحداً لا تفاضل بينهم في أي عرض من أعراض الدنيا الزائلة / يقول الحق تبارك وتعالى مؤكداً هذا المنهج السامي: ((سَوَاء ٱلْعَـٰكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ)) .
ومن حكم الحج وفوائده التي تظهر للمتأمل / التذكير بالرحيل الى الدار الآخرة، فالحاج يغادر أوطانه التي ألفها ونشأ في ربوعها، وكذا الميت إذا انقضى أجله غادر هذه الدنيا، والميت يجرد من ثيابه وكذا الحاج يتجرد من المخيط طاعة لله تعالى، والميت يغسل بعد وفاته، وكذا الحاج يتنظف ويغتسل عند ميقاته، والميت يكفن في لفائف بيضاء هي لباسه في دار البرزخ، والحاج يلبس رداءً وإزاراً أبيضين لمناسكه، وفي صعيد عرفات والمشعر الحرام يجتمع الحجيج، وفي يوم القيامة يبعث الناس ويساقون إلى الموقف ((يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ)) ، إلى غير ذلك من الحكم والعبر /
وفي الحج تدريب عملي الصبر والطاعة / فالمسلم الذي يؤدي هذه الفريضة يتدرب عملياً على الصبر بكل أنواعه: الصبر على مشقة الطاعة والصبر عما حرم الله والصبر على ما يصيب الحاج من المشقة والجهد والعنت وبعد الأهل والأحباب، الى غير ذلك من ضروب الصبر ..
وفي الحج من الأجور ما لا يقع تحت العد والحصر / يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: ((أما خروجك من بيتك تؤم البيت الحرام فإن لك بكل وطأة تطؤها راحلتك يكتب الله لك بها حسنة ويمحو عنك بها سيئة، وأما وقوفك بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: هؤلاء عبادي جاؤوني شعثاً غبراً من كل فج عميق يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني، فكيف لو رأوني، فلو كان عليك مثل رمل عالج أو مثل أيام الدنيا أو مثل قطر السماء ذنوباً غسلها الله عنك، وأما رميك الجمار فإنه مدخور لك، وأما حلقك رأسك فإن لك بكل شعرة تسقط حسنة. فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك)).
أيها المسلمون، وفي كل منسك من هذا الركن العظيم مغزىً، وعلى كل بقعة معنىً، ولعل في ما ذكر من إشارات ما تتم به السلوى قال الله تعالى: ((وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ))
بارك الله ........

[align=center]الخطبة الثانيه[/align]
الحمد لله وكفى
ويستجيب الله دعاء خليله : ((فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ)).
إن الناظر إلى أرض الحرمين في موسم الحج يرى عجباً، ويزداد لوعةً وشوقاً، وهو يتأمل مواكب الإيمان، وقوافل عباد الرحمن، جاؤوا عن رغبة وطواعية، ألسنتهم تلهج داعية، وأعينهم باكية، تسأل الله الرحمة والعافية، هديرهم تكبير، حديثهم تسبيح، نداؤهم تلبية، دعاؤهم تهليل، مشيهم عبادة، زحفهم جهاد ، سفرهم تقرب ، وغايتهم رضوان الله ومغفرته، تركوا الديار والبلاد، والأهل والأولاد، واجتازوا الصعب والوهاد، ترى مظهراً من مظاهر العبودية الخالصة لله رب العالمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:43

تمر السنون، وتتوالى القرون، ووفود الله يتزايدون في لقاء إيماني واجتماع سنوي، يقدمون من أماكن بعيدة، وبلدان سحيقة، ومن كل فج عميق، إلى واد غير ذي زرع، ليس فيه ما يستهوي النفوس، كل ذلك استجابة لله قائلين: ((لبيك اللهم لبيك)). والعبودية لله في الحج من أعظم ما يحصّله العبد من المنافع والفوائد، وكفى به شرفاً وفضلاً.
فلله تلك المواقف المشرفة، والبقاع المطهرة، والأزمنة المباركة!!
كم فيها من ضارع منكسر؟ وكم فيها من حزين أسيف؟ كم فيها من رجل بادر الله بالتوبة فبادره بالغفران؟ وخط بدموعه كتاب رجوعه فحط عنه وزر العصيان؟
فيامن رأى هذه الجموع وقد استدبرت دنياها واستقبلت أخراها، واستوحشت من الأرض ، وطمعت في الجنان ، ألوف مؤلفة .. تجأر إلى الله بلغات مختلفة ، والله جل جلاله سميع بصير / لا تختلف عليه الألسنة ولا يشغله سؤال عن سؤال.
فسبحان من جعل بيته الحرام مثابة للناس وأمنا، يترددون إليه ولا يرون أنهم قضوا منه وطرا، لما أضاف الله تعالى ذلك البيت إلى نفسه، ونسبه إليه بقوله ((وطهر بيتي للطائفين )) ، تعلقت قلوب المحبين ببيت محبوبهم، فكلما ذكر لهم ذلك البيت حنوا، وكلما تذكروا بعدهم عنه أنوا. // ويحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق، ولمن شاهد السائرين إلى دار الأحبة وهو قاعد أن يحزن./ ولئن ساروا وقعدنا، وقربوا وبعدنا، فما يؤمننا أن نكون ممن كره الله انبعاثهم فثبطهم، و قيل اقعدوا مع القاعدين.
لله در ركائب سارت بهم تطوي القفار الشاسعات على الدجى
رحلوا إلى البيت الحرام وقد شجا قلب المتيم منهم ما قد شجا
نزلوا بباب لا يخيب نزيله وقلوبهم بين المخافة والرجا
على أن المتخلف لعذر، شريك للسائر في الأجر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة وهو راجع من غزوة تبوك: ((إن بالمدينة أقواما، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم خلفهم العذر)).

روح دعاها للوصال حبيبها فسعت إليه تطيعه وتجيبـه
يا مدعي صدق المحبة هكذا فعلُ الحبيب إذا دعاه حبيبه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لِيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ))
وصلوا .........
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:43

[align=center]الأضحيه ويوم عرفه[/align]
قال تعالى : ((وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا إسم الله في أيام معدوادات على مارزقهم من بهيمة الأنعام ))وإذ كان حجاج بيت الله الحرام قد أكرمهم الله بهذه العبادة العظيمة وهي الحج فإن المسلمين في أرجاء الوطن لهم عبادة يتقربون بها الى الله تشبه بعضاً من هذه العبادات التي يؤديها الحجاج ، وهذه العبادة هي الأضحية، شرعت تذكيراً لهذه الأمة بتلك النعمة الجليلة التي أنجى الله بها أبانا إسماعيل عليه الصلاة والسلام قال تعالى: ((فلما بلغ معه السعي قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فأنظر ماذا ترى * قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين * فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا ابراهيم أن قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح عظيم )) هذه النعمة العظيمة ينبغي للأمة أن تديم شكر الله عليها ، والشكر لا يكون مؤدى على وجهه الا اذا تحقق فيه شرطان: الأول: أن يكون الذبح خالصاً لله وحده.
الثاني: بأن يكون موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وبذلك يتحقق الشكر الذي شرعه الله لهذه الأمة أداءً لحق الله عليها ، لكي تتقرب الى الله بأجل الطاعات وأعظم القربات.
واذا كنا نشارك حجاج بيت الله هذه الشعيرة العظيمة وهي الأضحية، فلابد أن نعلم بعضاً من أحكامها لنكون على بينة منها،
أولاً:
أن الأضحية جاءت في كتاب الله وسنة رسول الله واجمعت عليها الأمة ، يقول ربنا سبحانه وتعالى: ((إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر )) أي يا محمد صل صلاة عيد الأضحى ثم أنحر وأذبح هديك أو أضحيتك .
كما جاء في السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الأضحى بكبشين سمينين أملحين، والأملح هو الأبيض الذي يخالطه بعض السواد، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم أراد أن يقتدي به الناس فقد نحر نسكه في المصلى وأمام الجميع ، وهنا حكمة من حكم جعل صلاة العيد في المصلى ، ذلك لأن المساجد ليست محلاً لإراقة الدماء، وقد أجمعت الأمة على سنية ذبح الأضحية ، فهذا حكم الأضحية من الكتاب والسنة والإجماع .
وأما المسألة الثانية فهي أن هذه العبادة عبادة مالية
، وعليه فعلى المسلم الذي يريد أن يضحي أن يتخير مال أضحيته من طيب ماله وكسبه، يقول جل وعلا : ((يا ايها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه ))والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً)) فلايليق بالمسلم أن يشتري أضحيته إلا من طيب وخالص ماله حتى تكون عبادته مقبولة.
وأما المسألة الثالثة
فهي أن الأضحية لا تقبل إلا بشروط مجزئة ،
وأول هذه الشروط

أن تكون الأضحية مسنة، والمسنة من الضأن ماله سنة فأكثر ، ومن البقر ماله سنتين فأكثر ، ومن الأبل ماله خمس سنوات فأكثر ، فاذا تعسرت المسنة من الضأن أجزأت الجذعة التي لم تبلغ السنة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تذبحوا الا مسنة الا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن)) ،
والشرط الآخر

أن تكون الأضحية سليمة من العيوب، وقد بين صلى الله عليه وسلم العيوب ووضحها بقوله : ((أربعة لاتجوز في الأضاحي العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقى)) والعجفاء التي لا تنقى أي الهزيلة الضعيفة التي ذهب مخ عظم ساقيها ولأجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخير السمين حتى تكون سليمة من العيوب، فضحى عليه الصلاة والسلام بكبشين سمينين أملحين. فعليكم عباد الله أن تختاروا الأضحية الحسنة المنظر، السليمة من العيوب، تقبل الله منا ومنكم
وأما المسألة الرابعة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:44

وهي حكم الأضحية هل هي مسنونة مندوبة بحيث اذا تركها القادر عليها لا يلام ولا يعاقب ، أم أن حكمها الوجوب ويأثم تاركها،
جاء الأمر صريحاً للرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ((فصل لربك وأنحر )) والأمر هنا يفيد الوجوب إذ لم يأت ما يصرفه عن ذلك، بل النصوص من الآثار والأحاديث تدعم القول بأنها واجبة. وإن السلف لم يتخلفوا يوماً أو عاماً عن التقرب الى الله بهذه الأضحية ولا أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: ((من ذبح قبل الصلاة فليعد)) وفي لفظ آخر: ((من ضحى قبل الصلاة فليضح بأخرى مكانها)) فهذا الحديث صريح تماماً في أن الأضحية واجبة على المسلم القادر وأنه من تخلف عن الإستجابة لهذا الأمر فإنه يأثم ويعاقب على عدم فعله، ولو كانت الأضحية غير واجبة لما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الذي ذبح قبل صلاة العيد أن يعيد الذبح بعد الصلاة بأضحية أخرى، فالأمر بالإعادة يدل على أن الأضحية واجبة ولا يلتفت الى ماكان من الذبح قبل الصلاة.وثمت حديث آخر يحسم المسألة وهو قوله صلى الله عليه وسلم " من وجد سعة ولم يضحي فلا يقربن مصلانا " فمما سبق يتبين أن الحكم الأقرب للصواب هو الوجوب ، والله تعالى أعلم
وأما المسالة الخامسة
وهي وقت الأضحية: يبدأ وقت الأضحية بعد صلاة العيد من اليوم العاشر من ذي الحجة وهذا ما جاء صريحاً في الحديث السابق، ويستمر وقتها طيلة أيام التشريق الثلاثة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أيام التشريق كلها ذبح))
وعلى المسلم أن يذبح أضحيته بيده فإن ذلك من السنة، وإلا عليه أن يشهد ذبحها اذا وكل غيره للذبح لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح في حجة الوداع مائة من الأبل، ذبح هو بيده الشريفة ثلاث وستين منها، ووكل الباقي لعلي رضي الله ليذبحها، ويجوز للمضحي أن يأكل ويتصدق ويدخر من أضحيته ما شاء دون تعيين للقسمة، لا ثلث ولا غيره، لقوله تعالى: ((فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ))ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((كلوا وتصدقوا وتزودوا وأدخروا)) ، وأعلم أيها المسلم غير الحاج إن كنت تريد أن يغفر الله لك ذنوب سنتين كاملتين فعليك بصوم يوم عرفة، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عنه : ((يكفر السنة الماضية والباقية)) ، فأحرص أخي المسلم أن لايفوتك هذا الفضل العظيم. أما أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة فيحرم صيامها ، روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي ، وقال صلى الله عليه وسلم " أيام منى أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى "
وهذا الحكم عام لأهل منى وغيرها.
ومن السنة في هذه الأيام التكبير مطلقاً ومقيداً، والمقيد هو الذي يكون أدبار الصلوات الخمس ، ويبدأ التكبير المقيد لغير الحاج من فجر يوم عرفة، وللحاج من ظهر يوم النحر، ويمتد في حقهما التكبير مطلقاً ومقيداً إلى آخر أيام التشريق.
بارك الله لي ولكم ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:44

[align=center]الخطبة الثانية[/align]
يا عباد الله : إن عدو الله إبليس ما رؤي في يوم أحقر ولا أصغر ولا أدحر ولا أغيظ منه يوم عرفة، وذلك لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام ،،
فيوم عرفة يوم الرحمة ، وما أدراك ما رحمة الله … عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً وأنزل في الأرض جزءاً واحداً فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه))
فإذا حصل للإنسان من رحمة واحدة في هذه الدنيا الإسلام والقرآن والصلاة وغير ذلك مما أنعم الله تعالى به على المسلم ، فكيف الظن بمئة رحمة أدخرت للمسلمين في الدار الآخرة ؟ فما أوسع رحمة الله وما أعظمها ،
وعن عمر بن الخطاب أنه قال: قُدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟)) قلنا: لا والله وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أرحم بعباده من هذه بولدها)) [مسلم].
إن رحمة الله عز وجل سابغة عامة لا تضيق بذنب، وحسبك أن الله عز وجل دعا المسرفين من عباده ليتعرضوا لرحمته بالغة ما بلغت ذنوبهم ((قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ)).
وجاء في الحديث القدسي " يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا
وما من كيوم عرفة ترجى فيه مغفرة الذنوب ورحمة علام الغيوب فهو يوم من أيام العتق من النار، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء)) [مسلم].
وفي رواية أنه سبحانه يقول: ((أشهدكم أني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: يارب فلان مرهق ( أي مثقل بالذنوب ) فيقول: قد غفرت لهم)) ابن خزيمة
وكان في دعائه صلى الله عليه وسلم إذا دعا يوم عرفة دعا رافعاً يديه إلى صدره كاستطعام المسكين.
ورأى الفضيل تسبيح الناس وبكاءهم عشية عرفة فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقاً أكان يردهم؟ فقالوا: لا، فقـال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق!
وقال ابن المبارك: جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالاً؟ قـال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم!
فلله تلك المواقف المشرفة، والبقاع المطهرة، والأزمنة المباركة!!
كم فيها اليوم من ضارع منكسر؟ كم فيها من حزين أسيف؟ كم فيها من نائح على ذنوبه باك على عيوبه؟ كم فيها من رجل بادر الله بالتوبة فبادره بالغفران؟ وخط بدموعه كتاب رجوعه فحط عنه وزر العصيان؟ ليت شعري .. كم ينصرف من هذا الموقف من رجال ما عليهم من الأوزار مثقال ذرة! قد ملأت قلوبهم الأفراح وعلت وجوههم المسرة؟
رفعوا الأكف وأرسلوا العبرات وتجـردوا لله في عرفـــات
شعثا تجللهم سحـائب رحمــة غبراً يفيض النور في القسمات
وكأن أجنحة الملائك عانـقـت أرواحهـم بالبـر والطاعـات
هذي ضيوفك يا إلهـي تبتغـي عفـواً وترجو سـابغ البركات
تركوا وراء ظهورهم دنيا الورى وأتـوك في شوق وفي إخبـات
فيامن رأى هذه الجموع وقد استدبرت دنياها واستقبلت أخراها، واستوحشت من الأرض وحريقها، وطمعت في الجنان ورحيقها، جعلت بكاءها طريقاً إلى نجائها، وعبرتها سبيلاً إلى عبرتها .. ملايين تجأر إلى الله بمختلف اللغات، والله سبحانه السميع البصير لا تختلف عليه الألسنة ولا يشغله سؤال عن سؤال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:44

[align=center]التقوى بعد الحج[/align]
أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، وارغبوا فيما عنده، ولا تغرنكم الحياة الدنيا، فطالبها مكدود، والمتعلق بما متعب مجهود، والزاهد فيها محمود، واستعيذوا بالله من هوى مطاع، وعُمُر مُضاع، ورحم الله عبدًا أعطي قوةً وعمل بها في طاعة الله، أو قصر به ضعف فكفَّ عن محارم الله.
أيها المسلمون، للمسلم في كل ساعة من عمره وظيفة لربه، عليه أن يقوم بها حسب الاستطاعة، وعلى قدر الطاقة، فاتقوا الله ما استطعتم، ((لاَ يُكَلّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا)) .
إنها وظائف ومطلوبات تستغرق الحياة كلها، ((وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ)) ، ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ))
أيها الاحبة : الإيمان بالله ومعرفته وتوحيده، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل ولزوم السنة، وأكل الحلال، والمداومة والقصد والتوسط، وإتباع السيئة الحسنة، والتوبة والاستغفار والبكاء على الخطيئة، كل أولئك علائم ومنارات وضوابط ومتطلبات لتحقيق العمل الصالح.
من عرف الله ولم يعرف الحق لم ينتفع ،
ومن عرف الحق ولم يعرف الله لم ينتفع ،
ومن عرف الله وعرف الحق ولم يخلص العمل لم ينتفع ،
ومن عرف الله وعرف الحق وأخلص العمل ولم يكن على السنة لم ينتفع ،
وإن تمَّ له ذلك ولم يأكل الحلال ويجتنب الحرام وأكبَّ على الذنوب لم ينتفع.
عباد الله: لا يرجو القبول إلا مؤمن بربه وبآياته ، عابدٌ مخلص ، وجلٌ مشفق ، يستصغر عباداته ، ويستقلُّ طاعاته ، مدركٌ لجلال الله وعظمته ، وعلمه وإحاطته ، رقيب له في شعائره ومشاعره.
أيها الاحبة : العمل الصالح لا بد أن يكون سليمًا من الشرك كبيره وصغيره، دقيقه وجليله، خفيِّه وجليِّه، ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَـٰلِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِ أَحَدَا)) ، وفي الحديث الصحيح: ((يقول الله عز وجل: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) / ولا بد في العمل الصالح أن يكون سليمًا من البدع ومحدثات الأمور، يقول عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) ، و((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))
والعمل الصالح ـ أيها الاخوة المسلمون ـ لا بد فيه من الإخلاص، فإن من أشد المفسدات ، ومانعات القبول ، ومبعدات التوفيق : عدم الإخلاص والإشراك في النية والمقاصد ، وفي الحديث: ((إياكم وشرك السرائر، يقوم رجل فيصلي، فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الرجل إليه، فذلك شرك السرائر)) . / وإذا كان الرياء هو العمل لأجل الناس ، فإن هناك نوعًا لا يقل عنه خطورة ؟ ذلكم هو العمل لأجل النفس وحظوظها ، لا لأجل الله وابتغاء مرضاته ، إن من عدم التوفيق أن يعمل العبد ليرضي نفسه ، ويبتغي حُظوظ دنياه ، يصوم ويحج ويتصدق ويتزهد ويتعبد لما يرجو من الدنيا وغاياتها.
الإخلاص ـ رعاك الله ـ أن يستوي حال الظاهر والباطن ، فعبدُ الله المخلص: من يعمل عمله لله سواء رآه الناس أم لم يروه ، شعروا به أم لم يشعروا ، وسواء كان له حظ من حظوظ الدنيا أو لم يكن ، فليس له توجهٌ إلا لله ، وليس له طمع إلا في جنة الله ، وليس له غاية إلا في رضوان الله ، وليس له هرب إلا من سخط الله ، وليس له حذر إلا من عذاب الله. // المخلص لا يزيد في عمله لأجل الحظوظ العاجلة ، ولا ينقص منه بنقصها، إن كان في الساقة كان في الساقة ، وإن كان في الحراسة كان في الحراسة ، إذا حضر لم يعرف، وإذا غاب لم يُفقد.
أيها المسلمون: موضوع النيات ومعالجاتها موضوعٌ خطير و دقيق ، فهو أساس القبول والرد ، وهو سبيل الفوز والخسران ، يقول سفيان الثوري رحمه الله: "ما عالجت شيئًا أشدَّ علي من نيتي ، فإنها تنقلب علي " ، وعن يوسف بن أسباط قال: "تخليص النية وفسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد" ، وما أُتي كثير من الناس إلا من ضياع نياتهم وضعف إخلاصهم.//
فالله الله في أنفسكم عباد الله، إن المطلوب في الأعمال الصالحة رعاية القلوب وإخلاصها// فالإخلاص ـ بإذن الله ـ يورث القوة في الحق ، والصبر والمثابرة . بالإخلاص يتضاعف الفضل ، ويتعاظم الأجر ، بل إن الإخلاص يجعل من المباحات طاعات ومن العادات عبادات ، ومن ثمَّ تكون حياة العبد كلها لله ، ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ)) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:45

أيها الاحبة : ويقترن بالإخلاص تحري الطيبات ، فالله طيب لا يقبل إلا طيبًا، والطيب ما طيَّبه الشرع ، لا ما طيَّبه الذوق ، والطيب توصف به الأعمال والأقوال (( قُل لاَّ يَسْتَوِى ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلألْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) .//
ومن صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أنه يحلُّ الطيبات، ويحرم الخبائث، والمؤمن طيبٌ كله ؛ قلبه ولسانه وجسده ، فقلبه طيب لما وقر فيه من الإيمان ، ولسانه طيب لما يقوم به من الذكر والقرآن ، وجسده طيب لما يقوم به من عمل الجوارح والأركان . ومن أعظم ما يحصل به طيب العمل ، طيب المشرب و المأكل ، فالعمل الصالح لا يزكو إلا بأكل الحلال ، وقد أمر الله به المؤمنين كما أمر به المرسلين ، فقال آمرًا رسله عليهم السلام: ((يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ وَٱعْمَلُواْ صَـٰلِحاً)) ، وقال جل وعلا ، آمرًا عباده المؤمنين: (( يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَٱشْكُرُواْ للَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)) .
يقول بعض السلف: "لو قمتَ مقام الساريةِ لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في جوفك"، وكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به.
ولا تنس ـ رعاك الله ـ وأنت تتحرى الأعمال الصالحة ، لا تنس المداومة عليها، ففي الخبر الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سٌئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((أدومها وإن قل))، وقد كان عمله عليه الصلاة والسلام ديمَة ، يقول الإمام النووي رحمه الله: "بدوام القليل تستمر الطاعة ، فبالذكر والمراقبة والإخلاص والإقبال على الله ، ينمو القليل الدائم حتى يزيد على الكثير المنقطع أضعافًا كثيرة" ، ويقول ابن الجوزي رحمه الله: "مداومٌ الخير ملازم لخدمة مولاه ، وليس من لازم الباب دوماً في وقتِ ما ، كمن لازم يومًا كاملاً ثم انقطع".
ويقترن بالمداومة تحري القصد والاعتدال والتوسط ، ومراعاة الحقوق والواجبات، والموازنة بين المسؤوليات ، فإن لنفسك عليك حقًا ، ولزوجك عليك حقًا ، ولضيفك عليك حقًا ، فأعط كل ذي حق حقه ، فلا ينبغي للعبد أن يجتهد في جانب ليفرط في جوانب ، ((فسددوا وقاربوا وابشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا)) ، و((إن الله لا يمل حتى تملوا ، واكلفوا من العمل ما تطيقون)) .
أيها الاحبة : هذا هو العمل الصالح ، وهذه هي مقتضياته ومتطلباته ، ومع هذا فإن العبد محل التقصير ، ومظنة التفريط ، وكل ابن آدم خطاء ، وخير الخطاءين التوابون ،
قال تعالى : (( إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ * وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ * أُوْلَـئِكَ يُسَـٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرٰتِ وَهُمْ لَهَا سَـٰبِقُونَ)) .//
بارك الله ........
[align=center]الخطبة الثانيه[/align]
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ....
أما بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله فإن تقواه أفضل مكتسب ، وأعلى نسب ، وأقوى سبب ، واعلموا أن الدنيا مضمار للسباق ، و ميدان للتنافس ، سبق قوم ففازوا ، وتخلف آخرون فخابوا ، فرحم الله عبدًا نظر فتفكر ، وتفكر فاعتبر ، واعتبر فأبصر ، وأبصر فصبر ، ولا يصبر على الحق إلا من عرف فضله ، ورجا عاقبته (( وَّ ٱلْعَـٰقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
driouch

driouch


ذكر
عدد الرسائل : 42
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

خطب عن الحج Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطب عن الحج   خطب عن الحج Empty27.12.08 20:46

أيها المسلمون، في الأيام القليلة الخالية قضى الحجاج عبادة من أعظم العبادات، وقربة من أعظم القربات، تجردوا لله من المخيط عند الميقات، وهلت دموعهم في صعيد عرفات ، يدعون ربهم بمختلف اللغات، ونزلوا مزدلفة للبيات، ثم يمموا نحو منى و رموا الجمرات، وطافوا بالكعبة المشرفة، وسعوا بين الصفا والمروة، في رحلة من أروع الرحلات، وسياحة من أجمل السياحات، وعاد الحجاج بعد ذلك فرحين بما آتاهم الله من فضله، ((قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ)) ، فهنيئًا للحجاج حجُهم، واجتهادهم، وهنيئًا لهم ما جاء في الحديث القدسي قال تعالى: ((إذا تقرب العبد إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني مشيًا أتيته هرولة)) ، ونسأل الله أن يتقبل حجهم وأن يخرجهم من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم وأن يردهم إلى ديارهم سالمين غانمين وأن يتقبل من مات أو قتل أو غرق منهم ، في الشهداء ً.
عباد الله : اشد ما يخشى على السالكين الغفلة ، الغفلة رأس الخطايا ، يقول الحسن رحمه الله: "الحسنة نورٌ في القلب ، وقوةٌ في البدن ، والسيئة ظلمة في القلب ، ووهن في البدن ، وظُلمٌ المعصيةِ تطفئ نور الطاعة". فاجتهدوا ـ رحمكم الله ـ في المبادرة إلى الخيرات ، والمسارعة في الطاعات ، والمسابقة إلى الصالحات، ((وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ * أُوْلَـئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ)) (( وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَـٰفِسُونَ)) و(( لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ ٱلْعَـٰمِلُونَ)) (( فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرٰتِ)) ، وفقكم الله وثبتكم ، فإن الآفات تعرض ، والموانع تمنع ، والموت يأتي بغتة ، والتسويف من مداخل الشيطان ، والمبادرة أخلص للذمة ، وأرضى للرب ، وأمحى للذنب.//
ولطالما استوقف الصالحين قول الله عز وجل: (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ)) ، فقد بكى عامر بن عبد الله حين حضرته الوفاة ، فقيل له: ما يبكيك ، وقد كنت وكنت؟ فقال: "إني أسمع الله يقول: (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ)) "، ويقول أبو الدرداء رضي الله عنه : (لأن أستيقن أن الله قد تقبل مني صلاة واحدة أحبُّ إلي من الدنيا وما فيها ؛ إن الله يقول: (( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ)) وكذلك أثر عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : لوددت أن الله تقبل مني سجدة .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وجدُّوا واجتهدوا وسددوا وقاربوا والقصد القصد تبلغوا، ثم صلوا وسلموا على خير ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطب عن الحج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نطلب من كل اخ او اخت ان تسجل معنا في المنتدى :: المَكْتَبَـةُ :: خطبة الجمعة-
انتقل الى: