أيها الكرام والكريمات
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته وبعد،
قبل أن نستعرض آثار الرياء لا بد أن نتعرف على مفهومي الإخلاص والرياء.
فالإخلاص كما جاء في تهذيب موعظة المؤمنين هو تجريد قصد التقرب إلى الله تعالى عن جميع الشوائب فإذا امتزج قصد التقرب بباعث آخر من رياء أو غيره من حظوظ النفس فقد خرج عن الإخلاص.انتهى.
ومن كلام الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى:ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
فإذا انتفى عنصر الإخلاص من الأعمال نتج عنه الشرك في العبادة.طبعا هذا الشخص يعتقد أنه لا إله إلا الله وأنه النافع الضار المعطي المانع ولا رب إلا الله ولكنه لا يخلص في ذلك بل يجعل نصيبا من ذلك لنفسه أو عند الناس أوللشيطان ففعله هذا داخل فيم يسمى بالرياء ويدخل فيه طلب الجاه والمنصب وغير ذلك.
والرياء مشتق من الرؤية وهي النظر.وهو إظهار الأعمال الصالحةللناس وتحسينها أمامهم ليمدحوه ويعظمونه .
وله صور عديدة بالاعمال والأقوال والهيئات ونحو ذلك.
وباختصار هو الشرك الأصغر حيث يقول الله عزوجل يوم القيامة لهؤلاء:"اذهبوا الى الذين كنتم تراؤون في الدنيا،هل تجدون عندهم جزاء؟!"وقد حذر منه صلى الله عليه وسلم قائلا:"أيها الناس إياكم وشرك السرائر"قالوا: يارسول الله وماشرك السرائر؟قال:"يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لمايرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر".
ومن آثار الرياء:
*عدم قبول العمل.
*أول من تسعر بهم النار يوم القيامة كما جاء في صحيح مسلم رحمه الله تعالى في الشهيد ليقال أنه جريئ وصاحب العلم وقارئ القرآن ليقال عالم وقارئ وصاحب المال ليقال عنه جواد.
*والمرائي يدخل في الذين يبغضهم الله وتوضع له البغضاء في الأرض .
وغير ذلك من الآثار.
وأختم هذا الموضوع بكلمتين الأولى لابن الجوزي رحمه الله تعالى:إنما يتعثرمن لم يخلص.
ولقد سئل الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى عن العمل المقبول عند الله تعالى فقال:هو أخلصه وأصوبه قالوا:ياأبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ فقال:إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا والخالص أن يكون لله والصواب أن يكون على السنة.
اللهم اجعل جميع أعمالنا خالصةصائبة وسبحان ربك رب العزةعما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.