أختي المصونة: السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته
بداية أبشركِ ببشارة عظيمة يسوقها لكِ من لا ينطق عن الهوى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا صلّتِ المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصّنت فرجها وأطاعت بعلها - أي زوجها - دخلت من أي أبواب الجنة شاءت)) رواه حمد واللفظ له ورواه مسلم.
أيتها الأخت الكريمة والأم الرحيمة والزوجة المصونة والبنت العزيزة: لقد أيقن أعداء الإسلام من كفار ومنافقين أنك أفضل وسيلة يتوصلون بها لإفساد المجتمع المسلم، وتصريحاتهم في ذلك أشهر وأكثر من أن تذكر، وهم يعلمون أيضًا أنه من المستحيل أن يتوصلوا لما يصبون إليه من إفساد المرأة المسلمة خلال أشهر أو سنوات معدودة، فعمدوا إلى أسلوب ماكر وخبيث يقوم في أساسه على التدرج والتخطيط للمدى البعيد من الزمن، ويرتكز على نزع حياء المرأة وتنفيرها من دينها دون تصريح بذلك ولا عرضٍ مباشر له، ومكرهم في هذا عظيم، ومحاولاتهم متجددة ومتنوعة، لكنها مع كل ذلك لا تعدو أن تكون مكرًا بشريًا يقابل مكر الله العزيز العظيم {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}
لن يتجاوزوا كيد الشيطان في صنعهم، وكيد الشيطان ضعيف أمام إصراركِ على العفاف والحشمة والتدين، ولقد غِظْتِ أعداء الإسلام والفضيلة بالمحافظة على شرفكِ وعِرضِك وأُنوثتك، فبارك الله فيكِ وزادك هدىً، وثبتك على الحق وحفظك من كل سوء ومكروه. واعلمي أيتها المصونة: أن الصراع بين الحق والباطل ليس فيه خطر علينا لأننا مؤيدون بقوة الله الجبار، ونحن واثقون من النصر، ولكن الخطر أن يفقد الناس الإحساس بين ما هو إسلامي وما هو غير إسلامي، ترى البنت من أسرة كريمة ذات فضل وإذا بها تجهل كثيرًا من أمور الشرع مما يُعلم من الدين بالضرورة.
الخطر أيضًا: أن يُتخذ من المهزومين أو النفعيين أو المنافقين العلمانيين مرجعية في الفتوى فيما يتعلق بشأن المرأة {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} وأبشري بالنصر والتأييد من الله تعالى فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فاثبتي أخيتي على الحق والتزمي بحيائكِ وعفافك، واجعلي خمارك شعاراً لكِ في كل المحافل والمجامع، وثقي بأنك منصورة عزيزة في الدنيا والآخرة ، حماكِ الله ورفع قدركِ والسلام.